يُستخلص زيت السمك من الدهن أو الزيت الموجود في أنسجة الأسماك الدهنية، ويتوفر على شكل مكملات غذائية، ويحتوي على الدهون الصحية المهمة للصحة والتي يوصي بها خبراء الصحة، ومن أهمها؛ الأحماض الدهنية أوميغا 3 المستخرجة من الأسماك الدهنية والمحار والمعروفة بفوائدها الصحية المتنوعة، بما في ذلك تعزيز كل من صحة القلب والتخفيف من التهاب المفاصل والوقاية من الخرف، لذا تنصح وزارة الزراعة الأمريكية بتناول كمية لا تقل عن 8 أوقية من المأكولات البحرية في الأسبوع الواحد للاستفادة من هذه الأحماض والحصول على جميع فوائدها الصحية.
فوائد زيت السمك
يقدم زيت السمك العديد من الفوائد الصحية للجسم، والتي تتضمن ما يأتي:
- احتمالية تحسين صحة القلب: يزيد زيت السمك من مستويات الكوليسترول الجيد في الجسم، ويقلل من الدهون الثلاثية، ويخفض من ضغط الدم عند الأشخاص المصابين بارتفاع ضغط الدم، وقد يمنع زيت السمك من تصلب الشرايين، ويقلل من حالات عدم انتظام ضربات القلب، إذ إن عدم انتظامها قد يسبب نوبات قلبية.
- احتمالية علاج بعض الاضطرابات العقلية: يتكون الدماغ البشري من حوالي 60% من الدهون، إذ تشكل أحماض أوميغا 3 الدهنية معظم هذه الدهون، وأظهرت بعض الدراسات الحديثة أن الأشخاص المصابين باضطرابات عقلية معينة لديهم مستويات أوميغا 3 قليلة في الدم، وأظهرت أيضًا أن مكملات زيت السمك يمكن أن تمنع ظهور بعض هذه الاضطرابات العقلية أو تحسنها، إذ إنها قد تقلل من بعض أعراض انفصام الشخصية واضطراب ثنائي القطب.
- احتمالية تقليل الوزن: لقد أظهرت بعض الدراسات أن استهلاك مكملات زيت السمك إلى جانب النظام الغذائي الخاص بالشخص وممارسة الرياضة قد يساعدان على فقدان الوزن.
- احتمالية التخفيف من الالتهابات: يمتلك زيت السمك بعض الخصائص المضادة للالتهابات، لذا يساعد في علاج الأمراض التي تنطوي على الالتهابات المزمنة، ويمكن لمكملات زيت السمك كذلك أن تقلل من آلام المفاصل وتصلبها.
- احتمالية الحفاظ على صحة البشرة: تساعد مكملات زيت السمك في علاج بعض المشاكل الجلدية، مثل الصدفية والتهاب الجلد، وذلك لاحتواءئه على نسب عالية من أحماض أوميغا 3 الدهنية المتواجدة في الجلد طبيعيًّا، وتتراجع صحة الجلد تدريجيًا مع التقدم في العمر أو عند فرط التعرض لأشعة الشمس، مما يسبب بعض المشاكل الجلدية.
- احتمالية دعم صحة العين: يساهم زيت السمك في تقليل خطر الإصابة بامراض العين المرتبطة بالتقدم في العمر نظرًا لاعتماد العينين على دهون أوميغا 3 اعتمادًا كبيرًا، وبهذا فإن انخفاض مستوياتها يزيد من فرص الإصابة بأمراض العين.
- احتمالية تقليل الاكتئاب: في إحدى الدراسات وجد الباحثون أن أوميغا 3 أظهرت آثارًا مفيدة في علاج الاكتئاب؛ إذ شهد الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب ثنائي القطب الذين أكملوا شهرًا واحدًا على الأقل من العلاج بحمض ايكوسابنتانويك (أحد أحماض أوميغا3) 50% أو أكثر من انخفاض في أعراض الاكتئاب، وتعد مكملات زيت السمك طريقة لضمان الحصول على ما يكفي من الدهون أوميغا 3.
- احتمالية التقليل من الدهون في الكبد: تساعد مكملات زيت السمك في تحسين وظائف الكبد والالتهابات، وهو ما يقلل من كمية الدهون في الكبد، نظرًا لأن مهمة الكبد تكمن في معالجة معظم الدهون في الجسم، مما يجعله أيضًا يساهم في زيادة الوزن، ويتزايد انتشار أمراض الكبد، خاصة مرض الكبد الدهني غير الكحولي.
- احتمالية تحسين صحة العظام: تصبح العظام أكثر عرضة للكسر والهشاشة مع التقدم في العمر، ويعود ذلك لفقدانها المعادن الأساسية وهو ما يزيد خطر الإصابة بهشاشة العظام والفصال العظمي، لذا يعد تناول الكالسيوم وفيتامين د ضروريًا لصحة العظام، وتقترح بعض الدراسات أن أحماض أوميغا 3 الدهنية يمكن أن تكون مفيدة أيضًا.
الآثار الجانبية لزيت السمك
لا تتسبب مكملات زيت السمك عادةً بآثار جانبية خطيرة عند تناولها ضمن الجرعات المناسبة، ولكنها قد تتسبب بالإزعاج من خلال الشعور بطعم السمك في الفم بعد تناولها، ورائحة الفم الكريهة، وعسر الهضم، والشعور بالغثيان، ورخاوة البراز، والطفح الجلدي، وفي حالات تناول جرعات كبيرة من زيت السمك فإن ذلك يمكن أن يزيد من خطر النزيف وخطر الإصابة بالسكتة الدماغية، أما بالنسبة للأشخاص المصابين بحساسية الأسماك أو المحاريات لا يوجد ما يكفي من الأبحاث لاتخاذ القرار بشأن إمكانية تناولهم لزيت السمك أم لا، ومن ناحية أخرى قد تتعارض مكملات زيت السمك مع بعض العلاجات الدوائية التي تتضمن ما يأتي:
إقرأ أيضا:زيت جوز الهند : كنز المرأه فوائد عديدة
- الأدوية المضادة للتخثر والمضادة للصفائح الدموية: تزيد مكملات زيت السمك من خطر النزيف في حال تناولها بالتزامن مع هذه الأدوية المساهمة في التقليل من تخثر الدم.
- أدوية ضغط الدم: يمكن أن يزيد تأثير أدوية ضغط الدم عند تناولها مع مكملات زيت السمك، نظرًا لأنها تتسبب بانخفاض الضغط أيضًا.
- فيتامين هـ : تؤدي مكملات زيت السمك إلى نقص في مستويات فيتامين هـ.
قد تؤثر مكملات زيت السمك أيضًا على الأشخاص المصابين بحساسية اتجاه الأسماك أو المحار، لذا فإنه من المهم استشارة الطبيب قبل استخدام مكملات زيت السمك، بالإضافة إلى ذلك توجد دراسات متضاربة حول احتمال وجود صلة بين خطر الإصابة بسرطان البروستاتا وزيت السمك، إذ وجدت دراسة أجريت عام 2013 على 2268 رجلًا من كبار السن أن زيت السمك قد يبطّئ من تطور سرطان البروستاتا، ولكن توصلت دراسة أخرى إلى أن الرجال الذين يتناولون كميات كبيرة من الأسماك المدخنة أو المملحة أكثر عرضة للإصابة بسرطان البروستاتا، وعامةً لا يوجد أي دليل على العلاقة بين تناول السمك في منتصف العمر وخطر الإصابة بسرطان البروستاتا.
اختيار مكمل زيت السمك
في حال عدم تناول الكميات اللازمة من السمك في الأسبوع، فقد يرغب البعض بالحصول على مكملات زيت السمك الغذائية، ولكن لا بد من مراعاة بعض الأمور، منها:
إقرأ أيضا:فوائد زيت السمك للحامل
- الجرعة: تختلف الجرعات الموصى بها من زيت السمك اعتمادًا على العمر والصحة العامة، ولكن توصي منظمة الصحة العالمية بتناول ما يتراوح بين 0.2 و0.5 غرام يوميًا من حمض ايكوسابنتانويك (EPA) وحمض دوكوساهيكسينويك (DHA) مجتمعين، وقد تزداد هذه الجرعات في حالات الحمل والرضاعة الطبيعية أو في الحالات التي يزداد فيها خطر الإصابة بأمراض القلب.
- الشكل: تأتي مكملات زيت السمك في عدد من الأشكال من ضمنها استرات الإيثيل (EE)، والدهون الثلاثية (TG)، والدهون الثلاثية المعالجة (rTG)، والأحماض الدهنية الحرة(FFA)، والفوسفوليبيد (PL)، لذا فإنه من المهم معرفة أن الجسم لا يمتص مكملات زيت السمك التي تأتي على شكل استرات الإيثيل، ومن المهم اختيار أحد الأشكال الأخرى.
- التركيز: من المهم الانتباه إلى احتواء المكمل الغذائي على 500 ملغ على الأقل من EPA وDHA لكل 1000 ملغ من زيت السمك.
- النقاء: من المهم تجنب مكملات زيت السمك غير الموثوقة واختيار المنتجات التي اختبرت من قِبل جهة خارجية أو لديها ختم من المنظمة العالمية.
- محتويات زيت السمك: تكون الأحماض الدهنية أوميغا 3 عرضة للأكسدة مما يجعلها تفسد، لذا يمكن اختيار مكمل غذائي يحتوي على أحد مضادات الأكسدة، مثل فيتامين هـ وإبقائه بعيدًا عن الضوء.
- الاستدامة: من المهم احتواء مكمل زيت السمك على شهادة الاستدامة، مثل شهادة مجلس الإشراف البحري (MSC) أو صندوق الدفاع البيئي.