يُعد الشاي من أكثر المشروبات استهلاكًا في العالم بعد الماء، إذ تبلغ نسبة استهلاكه ما يُقارب 78% من الشاي الأسود، و20% من الشاي الأخضر، ولقد شاع استخدام الشاي الأخضر في الآونة الأخيرة نظرًا لفوائده الصِّحية العديدة، وتُعد الصين والهند هما الموطن الأصلي للشاي الأخضر، وتحضر جميع أنواع الشَّاي من الأوراق المُجففة بعد أكسدتها، لكن الشاي الأخضر تختلف طريقة صنعه إذ يصنع من أوراق غير مؤكسدة ولا يتعرض لعمليات المعالجة التي تحدث لصناعة الشاي الأسود، لذا فإنه يمتاز باحتوائه على العديد من مضادات الأكسدة ومركبات البوليفينول.
أضرار شرب الشاي الأخضر على الريق
يعد شرب الشاي الأخضر آمنًا عند تناوله بكميات معتدلة للبالغين واستهلاكه لمدة قصيرة، وأيضا يعد آمنًا عند تطبيق مُستخلص الشاي الأخضر على الجلد مباشرة كمرهم، أو عند استعماله كغسول للفم، ولكن بالرغم من فوائده المتعددة والمتنوعة فمن الممكن أن يسبب شرب الشاي الأخضر على الريق اضطرابًا في المعدة؛ إذ يزيد الكافيين من كمية الحمض في العملية الهضمية التي يمكن أن تسبب الألم والغثيان، كما أن الإكثار من استهلاكه قد يكون ضارًا، وبالتالي فإنه قد يتسبب ببعض الآثار الجانبية، نظرًا لمحتواه العالي من الكافيين، ولعل من أبرز هذه الأعراض الإسهال، والصداع، ومشاكل النوم، والدوخة، والتقيؤ، والرعشة، وعدم انتظام ضربات القلب، وحرقة المعدة، وطنين الأذن، والتشنجات، وتوجد بعض الفئات التي يجب عليها الحذر عند شرب الشاي الأخضر، وهي الفئات التالية:
إقرأ أيضا:انواع حبوب القهوة
- الأطفال: يعد الشاي الأخضر آمنًا بالنسبة للأطفال عند تناوله بكميات معتدلة أو عند المضمضة بمعدل ثلاث مرات يوميًا ولمدة تسعين يومًا، إلا أنه لا توجد معلومات كافية تثبت أن استخدام مستخلصه آمن أم لا، لذلك يُفضل الباحثون عدم إعطائه للأطفال الأقل من عمر 18 سنة.
- الحمل والرضاعة: يمكن للحامل أو المرضع شرب كوبين من الشاي الأخضر يوميًا كحد أقصى، إذ إن شرب كميات أكبر من ذلك يزيد من خطر الإجهاض، كما من المحتمل أن يزيد هذا الشاي من خطر إصابة الجنين بالعيوب الخلقية الناتجة عن نقص حمض الفوليك، وتجدر الإشارة إلى أن مادة الكافيين تصل للطفل من خلال حليب الأم مما قد يؤثر عليه، ولذلك يُنصح بعدم الإفراط في تناوله في مرحلة الرضاعة.
- فقر الدم: إذ يمكن أن يؤدي شرب الشاي الأخضر إلى تفاقم حالة المُصاب بفقر الدم.
- مرضى الاضطرابات النزفية: يزيد الكافيين المتواجد في الشاي الأخضر من احتمالية الإصابة بالنزيف، وبالتالي فإنه يجب الحذر من تناوله عند الأشخاص المصابين بالاضطرابات النزفية.
- مشاكل القلب: إذ يمكن أن يسبب الكافيين اضطرابًا في ضربات القلب.
- مرضى السكري: يؤثر الكافيين الموجود في الشاي الأخضر على قدرة الجسم في التحكم بمستوى السكر في الدم، وبالتالي فإنه ينبغي الحذر عند استهلاك الشاي الأخضر، ومراقبة مستويات السُّكر عند تناوله.
- الإسهال: يؤدي الإفراط في استهلاك الشاي الأخضر إلى تفاقُم حالة الإسهال للأشخاص المُصابين به.
- حالة العين الزرقاء: يؤدي الشاي الأخضر إلى رفع ضغط العين خلال 30 دقيقةً من تناوله وقد يستمر ذلك مدة 90 دقيقة.
- مرضى ارتفاع ضغط الدم: قد يتسبب تناول الشاي الأخضر في زيادة ضغط الدم لدى الأشخاص المُصابين بضغط الدم المرتفع.
- متلازمة القولون العصبي: يؤدي الكافيين إلى تفاقم الإسهال، وأعراض القولون العصبي.
- مرضى الكبد: يرتبط استخدام مكملات مستخلص الشاي الأخضر بحالات نادرة من تلف الكبد، كما يمكن لهذا المستخلص أن يزيد من شدة هذا المرض، ولذلك ينصح باستشارة الطبيب في حال تناول هذه المكملات.
- هشاشة العظام: يمكن أن يسبب شرب الشاي الأخضر ارتفاع نسبة الكالسيوم الخارج مع البول، مما يؤدي إلى إضعاف العظام، لذا ينصح بعدم تناول أكثر من 6 أكواب في اليوم.
- التداخلات الدوائية: يوجد بعض أنواع الأدوية التي يمكن أن تتفاعل مع الشاي الأخضر، مما يسبب حدوث بعض المشاكل الصحية، ومن أبرز هذه الأدوية ما يلي:
- الأدوية المنشطة؛ إذ يوصى بالابتعاد عن تناول بعض أنواع الأدوية مثل الكوكائين، والأمفيتامين، والإفيدرين مع مصادر الكافيين، إذ إنها تؤدي إلى تسريع عمل الجهاز العصبي، وبالتالي فإن استهلاك الشاي الأخضر مع هذه الأدوية يمكن أن يتسبب في حدوث العديد من المشاكل الخطيرة، مثل ارتفاع ضغط الدم، وزيادة معدل ضربات القلب.
- الأدوية التي يمكن أن تقلل من سرعة تكسير الجسم للكافيين مما يؤدي إلى زيادة مخاطر الآثار الجانبية له، مثل التهيج، والعصبية، والصداع، وزيادة معدل ضربات القلب، بالإضافة إلى بعض الآثار الجانبية الأخرى، ولعل من أبرز هذه الأدوية المضادات الحيوية من نوع الكوينولون، وحبوب منع الحمل، وأدوية الإستروجين.
- الأدوية المضادة للتخثر مثل الهيبارين، والأسبرين، والوارفارين والذي يؤدي تناولها مع الشاي الأخضر إلى التقليل من فعاليتها، وزيادة خطر الإصابة بالنزيف والكدمات.
فوائد الشاي الأخضر
يوفر الشاي الأخضر العديد من الفوائد الصحية المختلفة ومنها نذكر ما يلي:
إقرأ أيضا:فوائد القهوة التركية
- تحسين الصحة العامة: يحتوي الشاي الأخضر على كميات صغيرة من المعادن المفيدة للصحة كما أنه غني بمركبات البوليفينول ومضادات الأكسدة مثل الكاتكين التي تُقلل الالتهابات وتحمي الخلايا وتمنع إصابتها بالتلف، كما يُساهم في تقليل تكوين الجزيئات الضَّارة في الجسم، ويُساهم في الوقاية من السرطان.
- تقليل الوزن: يفيد الشاي الأخضر في زيادة معدل الأيض، والتقليل من دهون الجسم، وتحديدًا الدهون المتواجدة في محيط الخصر، ومنطقة البطن.
- تقليل خطر الإصابة بالعدوى: وجدت دراسات أن مركبات الكاتيكين الموجودة في الشاي الأخضر يمكن أن تساعد في قتل البكتيريا وتثبط بعض الفيروسات مثل فيروس الإنفلونزا، كما أنها قد تمنع نمو البكتيريا التي تؤدي إلى تسوس الأسنان، لذلك يساعد شرب الشاي الأخضر على تحسين صحة الأسنان وتقليل خطر التسوس، وتخفيف رائحة الفم الكريهة.
- تقليل خطر الإصابة بأمراض القلب: أشارت العديد من الدراسات أن الشاي الأخضر يفيد في خفض مستوى الكولسترول الضار، والدهون الثلاثية، والكولسترول الكلي، بالإضافة إلى أنه يفيد في زيادة نسبة مضادات الأكسدة في الدَّم مما يوفر الحماية لجزيئات البروتين الدهني منخفض الكثافة من الأكسدة، كما أظهرت بعض الدراسات أن تناول الشاي الأخضر يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية بنسبة تصل لـ 31%.
- الحفاظ على صحة الدماغ: يفيد الشاي الأخضر في تعزيز وظائف الدماغ، نظرًا لاحتوائه على مركبات حيوية نشطة، وكذلك يفيد في الوقاية من احتمالية الإصابة ببعض أنواع الأمراض التنكسية العصبية، كالزهايمر، ومرض باركنسون، كما أن مركبات الكاتيكين الموجودة في الشاي الأخضر تحافظ على الأعصاب، إضافة إلى أن الكافيين يؤدي إلى تحسينات في جوانب مختلفة من وظائف الدماغ بما في ذلك تحسين الحالة المزاجية، واليقظة، ووقت رد الفعل والذاكرة.
- تعزيز الأداء الرياضي: يفيد الكافيين المتواجد في الشاي الأخضر في نقل الأحماض الدهنية من الأنسجة الدهنية، وبالتالي تصبح متاحة للاستعمال كطاقة، وبحسب ما أشارت إليه بعض الدراسات أنه يفيد في زيادة الأداء الرياضي بنسبة تتراوح 11-12% تقريبًا.