تُعدّ القهوة مشروبًا اعتياديًا لدى العديد من الأشخاص خاصةً خلال فترة الصباح، إذ أنها قد ارتبطت بالنشاط والحيوية، ويشربها الأشخاص لزيادة نسبة الانتباه العقلي لديهم، ويشربها البعض اللآخر لإراحة أجسادهم وتفكيرهم من الإجهاد الذي تتسبب به الحياة اليومية، وتُحضر القهوة عن طريق تحميص حبات مأخوذة من نبتة القهوة، ومن الجدير بالذكر أنّ حُبوب البُنّ نفسها ليس لها طعم، بينما ينجُم الطعم المعروف ورائحة القهوة الشهية من عملية التحميص التي ينتج منها عدد كبير من المواد الكيميائية المتنوعة، إذ يحتوي كوب القهوة مُتوسط الحجم على أكثر من 1000 مادة كيميائية.
وتحتوي القهوة على نسبة عالية من الكافيين، الذي ينشط الجهاز العصبي المركزي لدى الشخص، بالإضافة للعضلات، والقلب، ولا تقتصر القهوة على مادة الكافيين فحسب، وإنما تحتوي مكونات أخرى لها فوائد صحية أيضًا، وتُستخدم لحماية الشخص من الإصابة بأمراض عقلية، مثل؛ الخرف، أو الزهايمر، أو مرض باركنسون، أو منع التراجع المعرفي للقدرات العقلية.
أضرار القهوة
يُطلب الاعتدال في جميع الأمور، ويوجد لشرب القهوة فوائد ومضار، ويختلف تأثيرها على الجسم بحسب كميات شرب الشخص لها، وأوقات شربها، وقد أُجريت العديد من الدراسات العلمية بما يخص القهوة، وأثبت بعضها وجود منافع لها ناجمة عن علاقة شرب القهوة بالتقليل من معدل الوفيات، والأمراض القلبية، ولكن لم تأخذ العديد من الدراسات عوامل الخطر الأخرى التي تؤثر على حياة الشخص عند ممارسة نمط حياة خاطئ، مثل عدم ممارسة الشخص الحركة البدنية الصحية له، وشربه للكحول، أو التدخين، ويزداد شرب القهوة عادةً، واقترانها بهذه التصرفات، ويؤدي شرب القهوة بكمياتٍ زائدة إلى بعض الآثار الجانبية، ومنها:
إقرأ أيضا:أضرار كثرة الشاي الأخضر
- إدمان الكافيين: يؤثر تناول الكثير من الكافيين على صحة الغُدةِ الكظرية، ويؤدي إلى حدوث تغيّرات على شهية الشخص، وقد يشعر بعض الأشخاص المتعودين على شرب القهوة بالتعب والإرهاق وعدم التركيز في حين عدم تناول مصادر الكافيين.
- مشاكل في الهرمونات والغدة الدرقية: إن شرب الكثير من القهوة للأشخاص الذين يعانوا من مشاكل في الغدة الدرقية أو الغدة الكظرية أو مشاكل هرمونية يمكن أن يؤدي إلى تفاقم المشكلة.
- التأثير على صحة القلب: يؤدي تناول القهوة غير المُفلترة إلى زيادة مستويات الكوليسترول والدهون الثلاثية في الدم، كما يؤدي إلى ارتفاع مستوى الهوموسيستين، وكلها مرتبطة بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب.
- ارتفاع مستويات ضغط الدم: إن شرب القهوة المحتوية على الكافيين قد يزيد من ضغط الدم لدى الأشخاص المصابين بارتفاع ضغط الدم، ومع ذلك قد يكون هذا التأثير أقل عند الأشخاص الذين يشربون القهوة بانتظام.
- التأثير على صحة الجهاز الهضمي: بسبب محتوى القهوة من الكافيين فإن ذلك يؤدي إلى التعرّض للإسهال في حال تناولها بكميات كبيرة، كما يؤدي إلى زيادة المُضاعفات المُتعلقةِ بمُتلازمةِ القولون العصبي، ويؤدي تناول مصادر الكافيين إلى اضطرابات في المعدة. هشاشة العظام: يؤثر محتوى القهوة من الكافيين على صحة العظام، وذلك من خلال زيادة كميات الكالسيوم التي تخرج مع البول مما يؤثر على صحة العظام ويعرّض الشخص لهشاشة العظام.
- الشعور بالإعياء: رغم تأثير المشروبات المحتوية على الكافيين مثل القهوة والشاي على زيادة مستويات الطاقة، ومع ذلك يمكن أن يكون لها أيضًا تأثير معاكس من خلال التسبب في الإعياء، وذلك بعد أن يخرج الكافيين من الجسم.
- التبول المُتكرر: يُعد التبول المتكرر أحد الأعراض الجانبية الشائعة لارتفاع مستويات الكافيين في الجسم، وذلك بسبب تأثيرهِ المحفز للمثانة، ومما لا شك فيهِ يفضل تقليل تناول الكافيين لتجنب الأعراض السلبية.
- تقلل جودة النوم: إن شرب القهوة بكثرة يقلل من جودة مرحلة النوم لدى الشخص في حال تناولها في وقت بعد الساعة الثانية ظهرًا.
- القلق: يُؤدي تناول الكافيين إلى زيادة اليقظة، وذلك من خلال تأثيره على مختلف هرمونات الجسم، إذ يحفز إنتاج هرمون الأدرينالين والمرتبط بزيادة مستويات الطاقة في الجسم، ومع ذلك فإن الجرعات العالية منه تؤدي إلى القلق والعصبية.
ومن إحدى المشاكل التي قد يتسبب بحدوثها شرب القهوة هي مشكلة الإدمان، فعند وصول الأشخاص الذين يشربون القهوة بكثرة لمرحلة الإدمان يؤدي الامتناع عن شرب الفنجان الاعتيادي أو كمية القهوة التي اعتادت أجسامهم عليها لظهور أعراض انسحابية للكافيين من أجسامهم، وتتمثل بالهيجان، والشعور بالتعب الشديد، وصداع الرأس، بالإضافة إلى ضباب الدماغ أو عدم القدرة على التّركيز، وينجم ذلك عن اعتياد جسم أي شخص على جرعة معينة يوميًا، وتأقلمه عليها، وقد تبدأ بعدم إعطاء أي مفعول بعد فترة ليضطر الشخص من زيادة الجرعة عن المعتاد لإعطاء المفعول نفسه، وتعد الأعراض الانسحابية، وتأقلم الجسم على شرب كمية ما من القهوة علامتين على الإدمان الجسدي عليها.
إقرأ أيضا:ما هي أضرار أكل تفل القهوة على الكلى
فوائد القهوة
توجد فوائد للقهوة تنعكس على صحة الإنسان في حالة شربها دون إسراف في ذلك، ومنها ما يأتي:
- زيادة مستويات الطاقة في الجسم: يُساعد محتوى القهوة من الكافيين في زيادة مستويات نشاط الجسم وتقليل الشعور بالتعب وذلك بسبب خصائصهِ المُحفزة، كما يُعزّز من وظائف الدماغ المُختلفة بما في ذلك المزاج والذاكرة والوظائف العقلية المتنوعة.
- يعزز من عملية حرق الدهون: أثبتت العديد من الدراسات دور الكافيين في زيادة مستويات الأيض في الجسم بنسبة تترواح ما بين 3-11% مما يؤدي إلى تقليل الوزن الزائد.
- تحتوي على العناصر الغذائية المُتنوعة: تحتوي القهوة على العديد من العناصر الغذائية المُهمة من فيتامينات ومعادن مثل الريبوفلافين، والمغنيسيوم، والبوتاسيوم وغيرها.
- تقليل خطر الإصابة ببعض أنواع السرطانات: وضحت العديد من الدراسات دور القهوة في تقليل فرصة التعرض للسرطانات ومنها سرطان الكبد، كما تقلل من خطر الإصابة بسرطان المستقيم.
- مُحاربة الاكتئاب: يعد مرض الاكتئاب من الأمراض التي أصبحت منتشرة بين الناس وتؤثر سلبيًا على صحة الفرد، ووجدت الدراسات أن شرب القهوة تساعد في تقليل خطر الإصابة بالاكتئاب، ويقلل من فرصة تفكير الشخص بالانتحار.
- تعزيز صحة الكبد: يُعدّ الكبد من الأعضاء المُهمة والذي يؤدي العديد من الوظائف الحيوية في الجسم، وقد يتعرض في بعض الأحيان لمجموعة من الأمراض التي تؤثر على وظيفتهِ مثل مرض الكبد الدُهني، والتهاب الكبد الفيروسي، وتليُّف الكبد، وقد يُساعد شرب القهوة في الحماية من التعرّض لتليّف الكبد.
- مكافحة الشيخوخة: يُساعد وضع القهوة على البشرة في تقليل ظهور حروق الشمس والاحمرار، ويُساعد في تقليل التعرّض للشيخوخة وظهور الخطوط الدقيقة على البشرة.
- مكافحة حبّ الشَّباب: يُساعد الاستخدام المُنتظم للقهوة في مكافحة مُختلف المشاكل التي تحدث بسبب البكتريا الضارة، وذلك بسبب محتواها من حمض الكلوروجينيك الذي يتميز بخصائصه المُضادة للبكتيريا والالتهابات مما يساعد في التخلّص من حبّ الشَّباب.
- تقليل فرصة الإصابة بمرض باركنسون: يتعرض الشخص لمرض باركنسون أو ما يُسمى بالشلل الرُعاشي في حالة موت الخلايا العصبية المُنتجة للناقل العصبي الدوبامين، ويُعدّ من ثاني أكثر أمراض الأعصاب شيوعًا بعد الزهايمر، وتُشير العديد من الدراسات أنّ من يتناولون القهوة يكونون أقل عُرضةً للإصابة بمرض باركنسون؛ إذ أُجريَت عدّة دراسات علمية أثبتت أن مادة الكافيين الموجودة داخل القهوة هي التي تحمل الفضل في هذه الفائدة التي تعطيها، بالإضافة لميزة إعطاء القدرة لدى مرضى باركنسون بالتحكم أكثر بحركة أجسامهم، كما لا يقتصر الأمر على مرض باركنسون فحسب، وإنما في دراسات أخرى أظهرت قلة احتمالية مرور الأشخاص الذين اعتادوا على شرب القهوة بظروف تخلّ بالجانب الإدراكي العقلي لديهم، مثل مرض الزهايمر، أو حدوث مشكلة الاكتئاب لديهم، ولا يوجد أي دليل علمي كافٍ لتأثير القهوة الخالية من الكافيين على التقليل من احتمالية حدوث مرض باركنسون.
- تقليل فرصة التعرض لمرض السكري من النوع الثاني: إذ يُساعد تناول القهوة في تقليل خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني. وذلك بناءً على دراسة علمية أُجريت عام 2017 م على أشخاص اعتادوا على شرب ما بين أربع فناجين لستة فناجين من القهوة سواء التي تحتوي على الكافيين، أو الخالية منه، ولاحظوا قلة احتمالية حدوث متلازمة الأيض لديهم ومرض السكري من النوع الثاني، كما بينت دراسة أخرى عام 2014 م على من اعتادوا شرب القهوة بمعدل فنجان واحد على الأقل يوميًا لمدة 4 سنين بنقصان نسبة خطر الإصابة بمرض السكري بنسبة 11%.
عناصر القهوة الغذائية
تحتوي القهوة على العديد من العناصر الغذائية المفيدة للجسم، إذ أنه من الشائع احتوائها على نسب عالية من الكافيين داخلها، ولكن تحتوي أيضًا على فيتامين وعناصر أخرى موجودة داخل حبات القهوة، إذ تحتوي على نسب قليلة من الفسفور، والمغنيسيوم، والبوتاسيوم، والمنغنيز، بالإضافة لحمض الفوليك، وعدة أنواع من فيتامين ب مثل فيتامين ب1، وفيتامين ب2، وفيتامين ب3، وفيتامين ب5، وقد تعدّ نسبًا قليلة للفنجان الواحد، ولكن تضاعف هذه النسب على حسب كمية القهوة المُستهلَكة يوميًا من قبل الشخص.
إقرأ أيضا:فوائد وأضرار الشاي حقائق قد لا تعرفها عن فوائد شرب الشاب وأضراره
وتُعرَف القهوة بمحتواها العالي من مضادات الأكسدة، إذ تتفوق هذه النسبة على نسبة مضادات الأكسدة التي يمكن لشعوب بلاد الشرق الحصول عليها من خلالها مصادر غذائية أخرى، مثل؛ الفواكه، والخضراوات، واحتواء القهوة على الكافيين يجعلها أكثر المصادر بينها، وبين الشاي، أو الشوكولاتة، أو أي مشروبات أخرى تحتوي على الكافيين، والذي يُعرَف لكونه مُنبِّهًا طبيعيًا للدماغ عن طريق حظر وصول أحد النواقل العصبية المُثبّطة، وهو الأدينوسين ومنعه أداء وظائفه، وبالتالي تحفيز الكافيين بصورة أكبر للدماغ لإفراز نواقل عصبية أخرى مسؤولة عن زيادة النشاط داخل جسم الإنسان.
القيمة الغذائية للقهوة
فيما يأتي القيمة الغذائية لكوب واحد من القهوة:
- المادة الغذائية الكمية
- الماء: 247 غرامًا
- الطاقة :4.96 سعرة حرارية.
- الكربوهيدرات: 0.422 غرامًا
- البروتين :0.744 غرامًا
- الفسفور: 7.44 ميلغرامًا
- الكالسيوم: 4.96 ميلغرامًا
- البوتاسيوم: 124 ميلغرامًا
- الصوديوم :2.48 ميلغرامًا
- النياسين: 1.98 ميلغرامًا
- الكافيين: 91.8 ميلغرامًا
- الثيامين :0.05 ميلغرام
- المغنيسيوم: 9.92 ميلغرامًا
- النحاس: 0.012 ميلغرامًا.