يرتبط دخول شهر رمضان برؤية الهلال بعد غروب الشمس، وهو ما يسمى بالشهر الهلالي أو الشرعي، وتكون أيام الأشهر التي تعتمد على الهلال ثلاثين يوما، أو تسعة وعشرين، وتشتمل السنة النبوية على عدة أحاديث عن هلال رمضان المبارك.
أحاديث عن هلال رمضان
قَالَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: لا تَصوموا حتى تَرَوُا الهِلالَ، ولا تُفطِروا حتى تَرَوُا الهِلالَ. أو قال: صوموا لرُؤيَتِه، وأفطِروا لرُؤيَتِه؛ فإنْ غُبيَ عليكم فعُدُّوا ثلاثينَ. قال شُعبَةُ: وأكثَرُ عِلْمِي أنَّه قال: لا تَصوموا حتى تَرَوُا الهِلالَ، ولا تُفطِروا حتى تَرَوُا الهِلالَ.
ذكر الله الأهلة في كتابه الكريم، موضحا أنها مواقيت للناس؛ فبرؤية الهلال يبدأ شهر وينتهي آخر، وعلى تلك الرؤية تتحدد فرائض كثيرة كالصيام والحج. وفي هذا الحديث يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا تقدموا الشهر حتى تكملوا العدة” بإتمام شعبان ثلاثين يوما، “أو تروا الهلال” رؤية شرعية واضحة دون لبس، وهذا نهي عن ابتداء صيام شهر رمضان قبل التأكد من دخوله.
ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم: “ثم صوموا ولا تفطروا”، أي: أتموا صيام شهر رمضان، ولا تفطروا “حتى تروا الهلال” أي: هلال شوال، “أو تكملوا العدة ثلاثين” يوما، وذلك إن غم عليكم الهلال ولم تروه لأي مانع من غيم أو عواصف أو غير ذلك، وهذا من الاحتياط لشهر رمضان في بدايته ونهايته؛ فلا يصام حتى يرى هلال رمضان، أو تكمل عدة شعبان ثلاثين يوما، وإذا صمتم رمضان فلا تفطروا حتى تروا هلال شوال أو تكملوا عدة رمضان ثلاثين يوما.
إقرأ أيضا:أحاديث عن الجد والاجتهاد
قَالَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: أحصوا هلالَ شعبانَ لرمضانَ، ولا تَصِلُوا رَمَضانَ بشَيءٍ إلَّا أنْ يُوافِقَ ذلك صَومًا كان يَصومُه أحَدُكم.
في هذا الحديث يخبر أبو هريرة رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “أحصوا هلال شعبان لرمضان”، أي: عدوا واحسبوا نهاية شعبان وبداية رمضان، ولا تخلطوا الشهرين، وإحصاء شهر شعبان يكون تسعا وعشرين يوما عند رؤية هلال رمضان، أو ثلاثين يوما عند انعدام رؤية الهلال، والإحصاء يكون لشهور السنة القمرية كلها، وخص هنا شعبان بالذكر؛ ليدخل الإنسان في صوم رمضان بيقين لا بظن، وفي هذا إشارة إلى عدم صوم يوم الشك، وهو يوم التاسع والعشرين من شعبان. وفي الحديث: الأمر بالتأكد من رؤية الهلال عند بدء رمضان ونهاية شعبان.
قَالَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: إنَّا أُمَّةٌ أُمِّيَّةٌ لا نَكتُبُ ولا نحسُبُ؛ الشَّهرُ هكذا وهكذا وهكذا وخنَس سُلَيمانُ أُصبُعَهُ في الثَّالثةِ، يعني تِسْعًا وعِشرينَ، وثلاثينَ.
جعل الله الأهلة لحساب الشهور والسنين، فبرؤية الهلال يبدأ شهر وينتهي آخر، وعلى تلك الرؤية تتحدد فرائض كثيرة، كالصيام، والحج، وفي هذا الحديث يخبر عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إنا أمة أمية، لا نكتب ولا نحسب»، أي: نحن العرب تغلب علينا الأمية، وهي البقاء على أصل ولادة الأم، يعني: أننا لا نعرف القراءة والكتابة، والحساب، أو المراد بالحساب حساب النجوم والمنازل والفلك، وذلك باعتبار ما غلب عليهم؛ وإلا فقد كان في العرب من يعرف ذلك، ولكنهم قلة.
إقرأ أيضا:أحاديث عن سورة الكهف
رُبطت عبادتنا بأعلام واضحة، وأمور ظاهرة لائحة، يستوي في معرفتها الحساب وغيرهم، ثم تمم عليه الصلاة والسلام هذا المعنى بإشارته بيده من غير لفظ، إشارة يفهمها الأخرس والأعجمي: «الشهر هكذا وهكذا». قال الراوي: يعني أشار عليه الصلاة والسلام مرة تسعة وعشرين، ومرة ثلاثين؛ فأشار أولا بأصابع يديه العشر جميعا مرتين وقبض الإبهام في المرة الثالثة، وهذا هو المعبر عنه بقوله: «تسعة وعشرين»، وأشار بهما مرة أخرى ثلاث مرات، وهو المعبر عنه بقوله: «ثلاثين».
قَالَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: إذا انتصفَ شعبانُ فلا تصوموا حتى تروْا هلالَ رمضانَ.
كان رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يتحفّظُ من هلالِ شعبانَ ما لا يتحفّظُ من غيرهِ ثم يَصُومُ رمضانَ لرؤيتِهِ فإن غُمّ عليهِ عدَّ ثلاثينَ يوما ثم صامَ.
كان ابنُ عباسٍ يُنكرُ أن يتقدَّم في صيامِ رمضانَ إذا لم يُرَ هلالُ شهرِ رمضانَ ويقول قال النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ إذا لم تَروُا الهلالَ فاستكمِلوا ثلاثينَ ليلةً.
عن أبي البختري وهب بن وهب المدني قال: تراءينا هلالَ رمضانَ بذاتِ عِرْقٍ فأرسلنا رجلًا إلى ابنِ عباسٍ فسألَهُ فقال : إنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ مَدَّهُ إلى رؤيتِهِ.
إقرأ أيضا:كلام عن الحب
المصادر:
مصدر 1
مصدر 2
مصدر 3
المراجع