حسن الخاتمة هو أن يوفق العبد قبل دنو أجله؛ للابتعاد عما يغضب الله سبحانه وتعالى، والتوبة إليه من الذنوب والمعاصي، والإقبال على الطاعات، والقيام بأعمال الخير، ثم يكون موته على هذه الحالة الحسنة، وقد اشتملت السنة النبوية على عدة أحاديث عن حسن الخاتمة وعلاماتها.
أحاديث عن حسن الخاتمة
لا عليكم ألَّا تُعْجَبوا بأَحَدٍ، حتى تَنظُروا بمَ يُختَمُ له، فإنَّ العاملَ يَعمَلُ زمانًا من عُمُرِه، أو بُرْهةً من دَهرِه، بعملٍ صالحٍ، لو ماتَ عليه دخَلَ الجَنَّةَ، ثُم يَتحوَّلُ فيعمَلُ عمَلًا سيِّئًا، وإنَّ العبدَ لَيعمَلُ البُرهةَ من دَهرِه بعملٍ سيِّئٍ، لو ماتَ عليه دخَلَ النَّارَ، ثُم يَتحوَّلُ فيعمَلُ عملًا صالحًا، وإذا أَراد اللهُ بعبدٍ خَيرًا استَعمَلَه قبلَ موتِه، قالوا: يا رسولَ اللهِ، وكيف يَستعمِلُه؟ قال: يوفِّقُه لعملٍ صالحٍ، ثُم يَقبِضُه عليه.
عن أكثم بن أبي الجون قال: قلنا يا رسولَ اللهِ فُلانٌ يَجْرِي في القتالِ قال هو من أهلِ النارِ قلنا يا رسولَ اللهِ إذا كان فلانٌ في عبادتِه واجتهادِهِ ولينِ جانِبِه في النارِ فأينَ نحنُ قال إنما ذلِكَ إِخْباتُ النفاقِ وهو في النارِ قال كنَّا نَتَحَفَّظُ في القتالِ كان لَا يَمُرُّ بِهِ فارِسٌ ولَا رَاجِلٌ إلَّا وثَبَ علَيْهِ فكثُرَ جِرَاحُهُ فأتَيْنَا النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقُلْنَا يا رسولَ اللهِ اسْتَشْهِدْ فلانَ قال هو في النارِ فلمَّا اشتَدَّ بِهِ ألَمُ الجراحِ أخذ سيفَهُ فوضعَهُ بينَ ثديَيْهِ ثم اتَّكَأَ عليه حتى خرج من ظهرِهِ فأتَيْتُ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقُلْتُ أشهَدُ أنكَ رسولُ اللهِ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إنَّ الرجلَ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أهلِ الجنةِ وإنَّهُ لمن أهلِ النارِ وإنَّ الرجلَ لَيَعْمَلُ بعمَلِ أهلِ النارِ وإنَّهُ من أهلِ الجنةِ تُدْرِكُهُ الشِّقْوَةُ والسعادةُ عند خروجِ نفسِهِ فَيُخْتَمُ له بها.
إقرأ أيضا:أحاديث عن اليسر والعسر
مَنْ قال: لا إلهَ إلَّا اللهُ ابْتغاءَ وجْهِ اللهِ خُتِمَ لهُ بِها دخلَ الجنةَ، ومَنْ صامَ يومًا ابتغاءَ وجهِ اللهِ خُتِمَ لهُ بِها دخلَ الجنةَ، ومَنْ تصدَّقَ بصدقةٍ ابتغاءَ وجْهِ اللهِ خُتِمَ لهُ بها دخلَ الجنةَ.
مَن كان آخِرُ كلامِهِ لا إلهَ إلَّا اللهُ دخَل الجَنَّةَ.
رأى عُمَرُ طَلحةَ بنَ عُبَيدِ اللهِ ثَقيلًا، فقال: ما لكَ يا أبا فُلانٍ؟ لَعَلَّكَ ساءَتكَ إمْرَةُ ابنِ عَمِّكَ يا أبا فُلانٍ؟ قال: لا، إلَّا أنِّي سمِعتُ مِن رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حَديثًا، ما منَعَني أنْ أسألَهُ عنه إلَّا القُدرةُ عليه، حتى ماتَ، سمِعتُهُ يَقولُ: إنِّي لَأعلَمُ كَلِمةً لا يَقولُها عَبدٌ عِندَ مَوتِهِ، إلَّا أشرَقَ لها لَونُهُ، ونَفَّسَ اللهُ عنه كُربَتَهُ. قال: فقالَ عُمَرُ: إنِّي لَأعلَمُ ما هي. قال: وما هي؟ قال: تَعلَمُ كَلِمةً أعظَمَ مِن كَلِمةٍ أمَرَ بها عَمَّهُ عِندَ المَوتِ: لا إلهَ إلَّا اللهُ؟ قال طَلحةُ: صَدَقتَ، هي واللهِ، هي.
عن ابنِ بُرَيدةَ، عن أبيه، أنَّه كان بخُراسانَ، فعادَ أخًا له وهو مَريضٌ، فوَجَدَه بالمَوتِ، وإذا هو يَعرَقُ جَبينُه، فقال: اللهُ أكبَرُ؛ سَمِعتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقولُ: مَوتُ المُؤمِنُ بعَرَقِ الجَبينِ.
للشَّهيدِ عند اللهِ ستُّ خِصالٍ يُغفرُ له في أوَّلِ دفعةٍ ويرَى مقعدَه من الجنَّةِ ويُجارُ من عذابِ القبرِ ويأمنُ من الفزعِ الأكبرِ ويُوضعُ على رأسِه تاجُ الوقارِ الياقوتةُ منه خيرٌ من الدُّنيا وما فيها ويُزوَّجُ اثنتَيْن وسبعين من الحورِ العينِ ويشفعُ في سبعين من أقاربِه.
إقرأ أيضا:آيات قرآنية وأحاديث عن بر الأبناء
إنَّ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ: عادَ عبدَ اللَّهِ بنَ رواحةَ قالَ: فما تحوَّزَ لهُ عن فراشِهِ، فقالَ: أتدري مَن شُهَداءُ أمَّتي؟ قالوا: قتلُ المسلِمِ شَهادةٌ. قالَ: إنَّ شُهَداءَ أمَّتي إذًا لقليلٌ قتلُ المسلِمِ شَهادَةٌ، والطَّاعونُ شَهادةٌ، والمرأةُ يقتلُها ولدُها جَمعاءَ شَهادةٌ، يَجُرُّها ولدُها بسَررِهِ إلى الجنَّةِ.
مرِضَ رجلٌ من أصحابِ النبي -صلَّى اللَّهُ عليهِ وعلى آلِه وسلَّمَ فدخلَ عليهِ أصحابُهُ يعودونَهُ فبكى فقيلَ لهُ: ما يبكيكَ يا أبا عبدِ اللَّهِ؟ ألم يقل لكَ رسولُ اللَّهِ: خُذْ مِن شارِبِكَ ثمَّ أقرَّهُ حتَّى تلقاني؟ قالَ: بلَى ولكنِّي سمعتُ رسولَ اللَّهِ يقولُ: إنَّ اللَّهَ عزَّ وجلَّ قبضَ قبضةً بيَمينِهِ وقالَ: هذِهِ لهذهِ ولا أبالي، وقبضَ قبضةً أخرى بيدِهِ الأخرى، جلَّ وعلا، فقالَ : هذِهِ لهذهِ ولا أبالي فلا أدري في أيِّ القبضتينِ أنا.
إقرأ أيضا:أحاديث عن الخاتمة الحسنة
المصادر:
مصدر 1
مصدر 2
مصدر 3
المراجع