حب الله تعالى من أعظم النعم التي ينالها العبد ويُشرّف بها، فبذلك ينال خيري الدنيا والآخرة، وبه يُوفّق إلى مزيد من العمل، ويُعصم عن كثير من الزلل، فمحبة الله هي الغاية التي يتنافس لأجلها الصالحون والمحسنون، لينالوا القرب من ربهم، والفوز بمرضاته، وقد اشتملت السنة النبوية على عدة أحاديث عن حب الله تعالى.
أحاديث عن حب الله
إنَّ رَجُلًا زارَ أخًا له في قَريةٍ أُخرى، فأرصَدَ اللهُ على مَدرَجَتِهِ مَلَكًا، فقال له: أين تَذهَبُ؟ قال: أزورُ أخًا لي في اللهِ في قَريةِ كذا وكذا. قال: هل له عليكَ مِن نِعمةٍ تَرُبُّها؟ قال: لا، ولكنَّني أحبَبتُهُ في اللهِ. قال: فإنِّي رسولُ اللهِ إليكَ؛ إنَّ اللهَ قد أحبَّكَ كما أحبَبتَهُ فيهِ.
مَنْ أحبَّ للَّهِ، وأبغَضَ للَّهِ، وأَعْطى للَّهِ، ومنَعَ للَّهِ، فقَدِ اسْتكمَلَ الإيمانَ، وإنَّ أفضَلَكُمْ أحسَنُكُمْ أخلاقًا، وإنَّ مِنَ الإيمانِ حُسْنَ الخُلُقِ.
قال اللهُ تعالى: وَجَبَتْ محبتي للمُتَحابِّينَ فِيَّ، والمتجالسين فِيَّ، والمتزاورين فِيَّ، والمتباذِلين فِيّ، المتحابُّونَ في جلالي ؛ لهم مَنابِرُ من نورٍ يَغْبِطُهم النبيونَ والشهداءُ.
عَنِ النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ أنَّه قالَ في الأنْصارِ: لا يُحِبُّهُمْ إلَّا مُؤْمِنٌ، ولا يُبْغِضُهُمْ إلَّا مُنافِقٌ، مَن أحَبَّهُمْ أحَبَّهُ اللَّهُ ومَن أبْغَضَهُمْ أبْغَضَهُ اللَّهُ.
إقرأ أيضا:أحاديث عن قتل المسلم
ثَلَاثٌ مَن كُنَّ فيه وجَدَ حَلَاوَةَ الإيمَانِ: أنْ يَكونَ اللَّهُ ورَسولُهُ أحَبَّ إلَيْهِ ممَّا سِوَاهُمَا، وأَنْ يُحِبَّ المَرْءَ لا يُحِبُّهُ إلَّا لِلَّهِ، وأَنْ يَكْرَهَ أنْ يَعُودَ في الكُفْرِ كما يَكْرَهُ أنْ يُقْذَفَ في النَّارِ.
سبعةٌ يُظِلُّهم اللهُ في ظلِّه يومَ لا ظلَّ إلَّا ظلُّه: إمامٌ عادلٌ وشابٌّ نشَأ في عبادةِ اللهِ تعالى ورجلٌ ذكَر اللهَ خاليًا ففاضت عيناه ورجلٌ ـ كان ـ قلبُه معلَّقٌ في المسجدِ ورجُلانِ تحابَّا في اللهِ: اجتمَعا عليه وتفرَّقا ورجلٌ دعتْه امرأةٌ ذاتُ منصبٍ وجمالٍ إلى نفسِها فقال: إنِّي أخافُ اللهَ ورجلٌ تصدَّق بصدقةٍ فأخفاها حتَّى لا تعلَمَ شِمالُه ما تُنفِقُ يمينُه.
جاءَ رجلٌ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ فقالَ يا رسولَ اللهِ متى قيامُ السَّاعةِ ؟ فقامَ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ إلى الصَّلاةِ فلمَّا قَضى صلاتَه قالَ أينَ السَّائلُ عن قيامِ السَّاعةِ فقالَ الرَّجلُ أنا يا رسولَ اللَّهِ قالَ ما أعددتَ لَها قالَ يا رسولَ اللهِ ما أعددتُ لَها كبيرَ صلاةٍ ولا صومٍ إلَّا أنِّي أحبُّ اللَّهَ ورسولَه فقالَ رسولُ اللهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ المرءُ معَ من أحبَّ وأنتَ معَ مَن أحببتَ فما رأيتُ فرحَ المسلمونَ بعدَ الإسلامِ فرحَهم بِهذا.
لا يُؤمِنُ أحدُكُم حتى يكونَ اللهُ ورسولُه أحَبَّ إليه ممَّا سِواهُما، وحتى يُقذَفَ في النَّارِ أحَبَّ إليه مِن أنْ يَعودَ في الكُفرِ، بعدَ إذ نجَّاه اللهُ منه، ولا يُؤمِنُ أحدُكُم حتى أكونَ أحَبَّ إليه مِن وَلَدِه، ووالِدِه والنَّاسِ أجمَعينَ.
إقرأ أيضا:أحاديث عن نعيم الجنة
إنَّ اللهَ تعالى قال: مَنْ عادَى لي ولِيًّا فقد آذَنْتُهُ بِالحَرْبِ، و ما تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبدي بِشيءٍ أحبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُهُ عليهِ، وما زالَ عَبدي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حتى أُحِبَّهُ، فإذا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الذي يسمعُ بهِ، وبَصَرَهُ الذي يُبْصِرُ بهِ، ويَدَهُ التي يَبْطِشُ بِها، ورِجْلَهُ التي يَمْشِي بِها، وإنْ سألَنِي لأُعْطِيَنَّهُ، ولَئِنِ اسْتَعَاذَنِي لأُعِيذَنَّهُ، وما تَرَدَّدْتُ عن شيءٍ أنا فَاعِلُهُ تَرَدُّدِي عن قَبْضِ نَفْسِ المُؤْمِنِ، يَكْرَهُ المَوْتَ وأنا أَكْرَهُ مَساءَتَهُ.
ما من رجلَيْن تحابَّا في اللهِ بظهرِ الغيبِ إلَّا كان أحبَّهما إلى اللهِ أشدُّهما حبًّا لصاحبِه.
ما أحب عبدٌ عبدا للهِ إلا أكرمهُ اللهُ عز وجل.
لا تَدْخُلُونَ الجَنَّةَ حتَّى تُؤْمِنُوا، ولا تُؤْمِنُوا حتَّى تَحابُّوا، أوَلا أدُلُّكُمْ علَى شيءٍ إذا فَعَلْتُمُوهُ تَحابَبْتُمْ؟ أفْشُوا السَّلامَ بيْنَكُمْ، وإِيَّاكُمْ و البُغْضَةَ؛ فإنَّها هيَ الحالِقَةُ، لا أَقُولُ لَكُمْ : تَحْلِقُ الشَّعْرَ، ولكنْ تَحْلِقُ الدِّينَ.
إنَّ اللَّهَ يقولُ يَومَ القِيامَةِ: أيْنَ المُتَحابُّونَ بجَلالِي، اليومَ أُظِلُّهُمْ في ظِلِّي يَومَ لا ظِلَّ إلَّا ظِلِّي.
المصادر:
مصدر 1
مصدر 2
مصدر 3
إقرأ أيضا:تفسير الحديث القدسي حفت الجنة بالمكاره وحفت النار بالشهوات
المراجع